اسباب قيام النهضة الاوروبية , الغرض من قيام النهضه الاوربيه

التعبير يشير الي العصر التاريخي وهو سقوط او فتح

القسطنطنيه نزح العلماء الي ايطاليا حاملين معهم تراث

اليوناني والروماني

عصر النهضة هو حركة ثقافيّة ذات تحوّلات عميقة امتدّت تقريبًا من

القرن الرابع عشر إلى السابع عشر، بدأت في إيطاليا أواخر العصور

الوسطى وانتشرت لاحقًا إلى باقي أوروبا، التعبير يُستعمل أيضًا

ليشير إلى العصر التاريخي، لكنه يعتبر شديد العمومية، ويُطلق

على فترة الانتقال من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة، ويؤرّخ

له بسقوط أو فتح القسطنطينية عام 1453 حيث نزح العلماء إلى

إيطاليا حاملين معهم تراث اليونان والرومان. كما يدل على التيارات

الثقافية والفكرية التي بدأت في المدن الإيطالية في القرن الرابع

عشر، وبلغت أوج ازدهارها في القرنين الخامس عشر والسادس

عشر، ومنها إلى سائر أوروبا، في هذا الموضوع سيتم تناول أسباب

قيام النهضة الأوروبية.^[١]

أهم أسباب قيام النهضة الأوروبية

اتّجهت أوروبا في العصور الوسطى إلى الزّهد في الدنيا، والتبتل إلى

الآخرة؛ وذلك نتيجة هيمنة رجال الكنيسة على مختلف شؤون الحياة،

باعتبارهم علماء في الدين وفلاسفة في القانون الروماني، فحاربوا

المفكرين، واحتكروا زعامة المجتمع، فتفشت فيه الخرافات وعم

الجهل، ولم ينتفع الجمهور باللغة اللاتينية؛ لأنها كانت محتكرة لدى

طائفة من رجال الكنيسة، ولم تكن صناعة الورق أو فن الطباعة

معروفين في أوروبا.^[١]

المخترعات الحديثة

أهمُّها صناعة الورق والصباغة، ولا يَخفى دورهما من بين أسباب

قيام النهضة الأوروبية؛ نظرًا لأثرهما في نشر العلوم والثقافة بين

أفراد الشعب، خاصة بعدما طوّر الأوروبيون صناعتهما إثر اختراع

العالم الألماني “يوهان غوتنبرغ” سنة 1450م للطباعة بالحروف

المتحركة، كما استفاد الأوروبيون من البارود، خاصة في حروبهم

التي خاضوها ضد قلاع الإقطاعيين الذين كانوا يكثرون التجزئة

ويقفون عائقًا أمام ظهور الدولة القومية، كما كان لاستفادة الأوروبيين

من البوصلة والأسطرلاب دورٌ فعال في حركة الاكتشافات الجغرافية،

وما إلى ذلك من الاختراعات الأخرى التي استعانت بها أوروبّا لتغيير

أوضاعها القديمة وبعث أوروبا حديثة.^[١]

استعمال اللغة الوطنية

من بين أسباب قيام النهضة الأوروبية هو تحويل اللغة العامية للشعب

إلى لغة وطنية، فقد كانت اللغة اللاتينية، وهي لغة العلم والثقافة

والفن محصورةً في رجال الدين، لكن تنبّه الأوروبيين إلى ضرورة

استعمال اللغة الوطنية التي يتكلمها معظم أبناء الشعب، وقد كان

لتشجيع بعض الحكومات الأوروبية للغات القومية دور في نمو لغات

شعوب أوروبا الحالية مثل اللغة الفرنسية والإنجليزية وغيرها، وهكذا

بدأ مؤلفوا عصر النهضة باستخدام اللغة العامية، وهذا التحول بالإضافة

إلى بداية انتشار الطباعة ساعد على انتشار القراءة بين الناس،

خاصّة قراءة الإنجيل.^[٢]

اشتهر الكاتب متيو بالمييري، وهو إنساني من إيطاليا وبالتحديد

من مدينة فلورنسا- بأحد أهم أعماله وهو كتاب “في الحياة المدنية”

الذي نشر عام 1528، والذي كان يناصر من خلاله فكرة المدنية

الإنسانية، وقد ساعده في انتشار هذا الكتاب موهبته في صقل

كتابته باللغة التوسكانية العامية، التي أوصلها لمستوى اللغة

اللاتينية بكتاباته، وقد اعتمد على المنظّرين والفلاسفة الرومان،

خاصة كونتليان وشيشرون، وهو شبيه بهم حيث عاشوا حياة

نشطة كمواطنين ومسؤولين، فضلًا عن كونهم منظّرين وفلاسفة.^[٢]

تشجيع الحركة الثقافية في إيطاليا

لاحظ الباحثون عدة مميزات فريدة في الحياة الثقافية في فلورنسا التي

ربما كانت إحدى الأسباب التي أدت إلى الحراك الثقافي، فقد أكد

كثيرون على الدور الذي قامت به عائلة الميديشي في رعاية وتحفيز

الفنون، وكان لورينزو دي ميديشي أحد القائمين على رعاية واسعة

للفنون، فقد شجع مواطنيه لتعميد أعمال فنية لأبرز فناني فلورنسا

مثل ليوناردو دا فينشي وغيره، فكان ذلك عاملًا مهما من أسباب

قيام النهضة الأوروبية.^[٢]

انتعاش التجارة وتطور المدن التجارية الأوروبية

بدأت نشأة المدن على يد التجار، مثل جنوة وميلان وبيزا والبندقية

وفلورنسا، وقد أسس التجار كل ما هو لازم لإنشاء تلك المدن من

توفير سلطة قضائية وتشريعية وغيرها لحفظ سير تجارتهم، وكانت

بدايتها أماكن أو مستودعات ثم أصبحت مراكز ثم قامت منها مدن،

وعلى هذا الأساس قامت باقي المدن الأوروبية لأن التجارة عنصر

فعال في بث شرايين الحياة داخل المجتمعات، حتى المدن والدول

خارج وسط الديمقراطية، مع أشكال من المشاركة في الحكم

والإيمان بالحرية الفردية^[٢].

أفضت الحرية السياسية النسبية إلى تقدم أكاديمي وفني. كما أن

موقع المدن الإيطالية مثل البندقية والمراكز التجارية الكبرى جعلتها

في مفترق طرق ثقافي. وجلب التجار معهم الأفكار من أصقاع العالم،

كانت البندقية بوابة دول أوروبا التجارية ومنتجة للزجاج، بينما كانت

فلورنسا عاصمة لصناعة النسيج. كانت هذه الثروات المتدفقة إلى

إيطاليا تعني أن بالإمكان دعم المشاريع الفنية العامة أو الخاصة،

وأيضًا أن بإمكان الأفراد تخصيص أوقات فراغ أكبر للدراسة، فكان هذا

من أهم أسباب قيام النهضة الأوروبية. ويشير المؤرخ والفيلسوف

السياسي كوينتن سكينر إلى أن الأسقف الألماني أوتو فون

فرايسينج الذي زار شمال إيطاليا خلال القرن الثاني عشر لاحظ

وجود شكل جديد ومنتشر من التنظيم السياسي والاجتماعي، مشيرًا

إلى أن إيطاليا على ما يبدو تركت الإقطاعية وأصبح مجتمعها مبنيًا

على التجارة.^[٢]

سقوط القسطنطينية

أدّى سقوط القسطنطينية عاصمة البيزنطيين بعد أن فتحها الأتراك العثمانيين إلى هجرة عدد كبير من
العلماء إلى إيطاليا خاصةً، وحملوا

معهم ما استطاعوا من كتب إغريقية وتماثيل وأدوات قديمة. وهناك

تعاونوا على بعث الثقافة اللاتينية وتطويرها في قالب جديدٍ كان نواة

للنهضة الأوربية. وكان سقوط القسطنطينية عام 1453م. وقد عَدّ

المؤرخون هذا الحدث نقطة مفصلية في أسباب قيام النهضة

الأوروبية. وكانت القسطنطينية قبل سقوطها في يد الأتراك العثمانيين

مركز التجارة، وكان يقصدها مبتعثون من حكومات المدن الإيطالية

يقتنون المخطوطات ويدرسون اللغة الإغريقية في القسطنطينية،

ويجمعون أثناء دراستهم عددًا وافرًا من المخطوطات.^[٣]

مظاهر ونتائج النهضة الأوروبية

تميز ابن خلدون عن معاصريه من المؤلفين العرب بإشارته الواضحة

إلى بروز مظاهر وأسباب قيام النهضة الأوروبية، متمثلة برواج التفكير

الفلسفي بين ظهرانيها، فهو يحدثنا بعبارة قصيرة ولكنها معبرة عن

نهضة الحياة الثقافية في بلاد الإفرنج، حيث يقول: “وبلغنا لهذا العهد،

أن هذه العلوم الفلسفية ببلاد الإفرنج من أرض روما وما إليها من

العدوة الشمالية نافقة “منتشرة” الأسواق، وأن رسومها هناك

متجددة، ومجالس تعليمها متعددة، ودواوينها جامعة ومتوافرة،

وطلبتها متكثرة والله أعلم بما هناك.^[٣]

انحلال الإقطاع

سار النظام الإقطاعي في عصر النهضة على طريق التلاشي والزوال

نتيجة موت عدد كبير من أمراء الإقطاعيين في الحروب الصليبية،

وانصراف بعض الإقطاعيين إلى ممارسة التجارة، فتحرر الفلاحون

والأقنان، ولم يتمكن من بقي من الإقطاعيين من مقاومة التغيرات

التي حصلت نتيجة أسباب قيام النهضة الأوروبية.^[٣]

ظهور الدول الحديثة

عبر تطوير أساليب الحكم، وقد ساعدتهم في ذلك الأفكار الجديدة

مثل أفكار المفكرين مكيافيلي الإيطالي وجون رودان الفرنسي

والإنجليزي هوبس، وتدفق الثروات الناتجة عن الاكتشافات

الجغرافية الكبرى، واستغلال مناجم الذهب والفضة للقارة الأمريكية

، خاصة من طرف إسبانيا والبرتغال في البداية. فساندت الطبقة

المتوسطة الملوك على استتباب الأمن والنظام، والقضاء على

الإقطاع فضلًا عن تكون الرأي العام ونمو اللغات المحلية وظهور

الروح القومية، ولقد كان لهذه العوامل أثرها الفعال في قيام الدول

الأوروبية الحديثة.^[٣]

إحياء الدراسات القديمة

اهتمت النهضة الأوروبية بالدراسات الإغريقية واللاتينية، وفتنت

عقول الكثيرين من الأوروبيين، وقد وجدوا معظم مجلداتها في

الكنائس والأديرة، فعكفوا على دراستها، وترجمتها إلى اللغات

المحلية مما فتح نوافذ المعرفة أمام غالبية الشعب.