من اجمل زفات الشعبيه بيزفو العريس زفه جميله
وبيكونو مزينينو
“طلع الزين من الحمام.. ويا سلام ويا سلام.. زف لينا العريس..
تنشوف حالاته عريسنا مزيون يشوف خواته..”، بهذه الأغاني
الشعبية ما يزال أهالي لواء الغور الشمالي يزفون العريس،
عندما يخرج من منزله الى منزل صديقه أو أحد الأقارب، بدعوة
منه للاستحمام وارتداء البدلة، إلى جانب تناول الأطعمة
والمشروبات المعدة لهذه المناسبة.
رغم الحداثة والتطوارت في شتى مناحي الحياة، إلا أن أهالي
لواء الغور الشمالي ما يزالون محافظين على بعض العادات والتقاليد
الموروثة من الآباء والأجداد.
لـ”زفة العريس” في أفراح لواء الغور الشمالي نكهة متميزة عن
باقي المناطق، فهي من المراسم الرئيسية في حفلات الزفاف؛
إذ يعبر أهالي اللواء، وخصوصا الشباب، عن فرحتهم بالعريس وعائلته؛
حيث يغتنم الأصدقاء والأحباب الفرصة للتعبير عن محبتهم بأن يقام
“حمام العريس” في بيت أحدهم.
من أبناء لواء الغور الشمالي علي أبو زينة، الذي يؤكد أن طقوس
الأعراس في منطقته، رغم الحداثة وانتشار قاعات الأفراح في
محافظة إربد، ما تزال صامدة وحاضرة، مشيرا الى أن زفة العريس
هي العادة الثالثة في الزواج بعد الحناء والسهرة، وهي تقام إما بعد
تناول وجبة الغداء الرئيسية (المنسف)، أو قبل الغداء، فالعريس هو
من يقوم بتحديد موعدها، وتعتمد على درجات الحرارة في المنطقة،
وموعد وصول الضيوف والأصدقاء، وهم الحلقة الأهم في الزفة،
بحسب وصفه.
ويضيف “تقام في منزل أحد الأصدقاء أو الجيران أو الأقارب، وتكون
بعيدة عن مسكن العريس، حوالي كيلومتر واحد أو بعض الكيلومترات؛
حيث يقوم أحدهم بدعوة العريس علنا على زفته من بيته، قبل
موعد العرس بأيام؛ اذ يحرص الأصدقاء والمقربون على دعوة العريس
رغما عنه، وفي حال وجود أكثر من دعوة، يضطر العريس الى قبول
جميع الدعوات، وتنظيم وقته، حرصا على عدم غضب أحد منهم”.
وأضاف أبو زينة “يقوم صاحب الدعوة بتجهيز ما يلزم لعملية الزفة،
كالشمسية، والعمل على تزيينها، ووضع البالونات والأوراق الملونة،
وإعداد الطعام بكميات تكفي لمرافقي العريس، إلى جانب إعداد
الحلويات الشعبية، وتجهيز مياه الشرب، إضافة الى تجهيز كل ما
يلزم للعريس من ملابس وعطور وورود، وإحضار مصفف الشعر الذي
يعمل على تجهيز العريس، ليظهر بأجمل مظهر”.
ويمازح الأصدقاء العريس في هذا اليوم، ويهتمون بأناقته ورشه بالعطور
وسط أجواء الغناء والدبكات والقهقهات والنكات الشبابية.
الأم، وهي العنصر المهم في زفة العريس؛ إذ تكون في حالة من
التريث والانتظار، ورغم ارتفاع درجات الحرارة في اللواء، إلا أنها تحرص
على أن يزف ابنها، وتبقى تنظر خروجه وتراقب زفته.
يخرج العريس اليها وهو في حالة من الفرح يبحث عن أمه بين النساء
والمدعوين، يقبل رأسها ووجنتيها والدموع تنهمر من عينيها، مشهد
يتكرر في كل زفة، وإذا كان العريس يتيما وفاقدا والدته وهو صغير،
تحرص الخالة على أن تقوم بدور الأم.
وبعد ذلك، يخرج العريس الى ساحة الحفلة التي تم تجهيزها لاستقبال
المدعوين، للمشاركة في الرقص والدبكات الشعبية، فيتم استقبال
العريس بالزغاريد والأهازيج ورش العطور متعددة الروائح والورد
والموسيقى، ويبدأ مشوار الفرح والدبكة التي تستمر ساعات عدة.
كما تحرص النساء على رش الحلويات والسكاكر، وما إن تنتهي
النساء من ذلك يحرص الأطفال على جمع تلك الحلويات وتناولها
وسط أجواء الفرح.
وتقول أم العريس تركية شهاب، إنها تحرص كل الحرص على تزيين
“مظلة العريس” قبل موعد الزفة بحوالي أسبوع بالتنسيق مع من
يدعو العريس للزفة، فتعمل على إضافة ما يحلو لها من الزينة،
لتمتلئ المظلة “الشمسية” بشتى الورود والشبر بألوان زاهية،
والتي تستخدم عند إيصال العريس لبيته؛ حيث يتم وضعها على
رأسه لحمايته من أشعة الشمس أثناء المسير.
وتشير الى أنها تحرص كل الحرص على عدم إلغاء فقرة الزفة في
ظل المحاولات الفاشلة من أبنائها، بحسب وصفها، محاولة كونهم
يسعون لإلغاء هذه الفقرة جراء ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة،
منوهة الى أن تلك الزفة إرث شعبي يجب الحفاظ عليه في ظل
التطورات الكبيرة والمتسارعة، وفي زمن لم يبق للعرس الحالي أي
من مظاهر من الابتهاج والفرحة.
وبعد الانتهاء من مشاركة العريس في الدبكات والرقص يتم إخراج
العريس من الحفل، والسير فيه في الطرقات وبين البيوت لإيصاله
لبيته، في هذه الأثناء يقوم أصحاب البيوت من الجيران والمقربين
الذين تمر من أمام بيوتهم الزفة، بمشاركة أم العريس والمشي مع
الزفة، وبرمي الحلو والورد على الزفة والمشاركين فيها.
وعند الوصول إلى بيت العريس، ينادي أصدقاء العريس على والدة
العريس لتبارك له، وتشكر كل من شارك بعرس ابنها، وهم يغنون “
قومي هلي بينا يا أم العريس.. قومي هلي بينا.. ولا تعتبي علينا يا
أم العريس…).
ثم يقوم أصدقاء العريس بإيصاله لبيت الشعر الذي أعد للضيوف،
لتناول الغداء، ثم يسلم على الضيوف ويتناول المدعوون طعامهم.
اجمل زفات 2024
, احلي زفات شعبيه
اجمل زفات 2024